الرئيسية
أحدث الصور
عيون لا تنام الأحد 25 أبريل - 20:48الاحتلال غير شرعي بحسب القوانين الدولية والإنسانية، وما ينبثق عن الاحتلال أيضا هو غير شرعي، فالمستوطنات غير شرعية، والعمل فيها ووجودها يدمر حلم إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة الأطراف وهذا بات معروفا للقاصي والداني ، والحكومة الفلسطينية تحاول بكل الطرق والوسائل السلمية والقانونية التخلص من المستوطنات ونجاحها مرهون بالنفس الطويل والخطط الناجحة وتكاتف الجميع وتعاونهم في ذلك.
لكن أكثر ما يوجع القلب ويؤلمه هو العمل في المستوطنات من قبل العمال الفلسطينيين، والذي هو من نكد الدهر ومرحلة التراجع الحالية على مختلف المستويات، ومن غير المقبول أن يعمل الفلسطيني في بناء المستوطنات؛ بالمقابل فان عملهم هو نتاج ظروف قاهرة وعدم توفر فرص عمل بديلة في الضفة الغربية ومن هنا تقع مسئولية على عاتق الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض لإقامة مشاريع مبرمجة تستوعب العمال وتعمل على توفير فرص عمل بديلة نحو إزالة المستوطنات التي تنتشر كالسرطان في الضفة الغربية، بشكل يشوه الدولة الفلسطينية المستقبلية.
الجميع ضد العمل في المستوطنات، ولكن ما هو البديل عن فرص العمل لدى الاحتلال برغم ما يتعرض له العمال من قتل وسجن وضرب وفرض الغرامات، فتحت ضغط الظروف وقلة فرص العمل وحليب الأطفال، ولقمة الخبز المغمسة بالدم أصلا يجبر ويكره العامل الفلسطيني البسيط والغلبان على العمل لدى الاحتلال ومستوطناته بغير إرادته.
ان نلقي كل مشاكلنا على شماعة الاحتلال فهذا غير دقيق ، حيث تقع المسئولية على الجميع ، بدءا من الدول الاسلامية التي تتفرج ولا تحرك ساكنا مرورا بالدول العربية التي لا تعرف غير لغة الشجب والاستنكار دون الأفعال ، ودون تقديم ولو قرش واحد لشريحة العمال، وقلة الاهتمام من قبل المسئولين هنا وعدم وجود خطط حقيقية .
العامل الفلسطيني نفسه يرفض العمل في المستوطنات ولكن هيهات ...فكثير من العمال يأتون الينا ويقولون لتوفر لنا السلطة ثلث اجرة العمل في المستوطنات وحتى في الداخل المحتل فنترك العمل منذ الصباح، وهذا معناه ان عمالنا لا ينقصهم الانتماء وحب الوطن حيث ان الكثير منهم قد استشهد او قد سجن او جرح ،ولكن ما ينقصنا هو خطة عملية لاستيعاب العمال وهذا للأسف يبدو انه على المدى القريب غير موجود .
عمال المستوطنات يعانون بصمت ودون صراخ من مشاكل كثيرة فمثلا سماسرة العمال يستغلون العمال من يدخل ومن لا يدخل للمستوطنات،وباقتطاع نصف او ثلثين اجرتهم ، ولا يعالجونهم في حالة اصابات العمل بالشكل المناسب، هؤلاء السماسرة وجع وألم كوجود المستوطنات ويجب استئصالهم .
وأخيرا نبارك لعمالنا البواسل عيدهم في الاول من ايار القادم ونعاهدهم ان نبقى الاوفياء والحريصين والأقوياء لتحصيل حقوقهم نحو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
الكاتب: محمود البر
